سهل عكا! بقلم الأستاذ منيف خضير

ليس من السهولة أن تحفظ أسماء ومواقع 168 حياً تمثل عدد أحياء الرياض وفقاً لأمانة العاصمة، ولكن ليس من المعقول أيضاً أن لا أستدل بسهولة على أي موقع أريده في العاصمة على سبيل المثال وفي بقية مدن المملكة.

نعم هذا هو واقع من أسماء الشوارع لدينا، لا أتوقع أن أقول لسائق الليموزين على سبيل المثال أيضاً أريد شارع سهل عكا في الرياض ويصل إليه بسهولة، كما أقول لسائق آخر في أية دولة أجنبية أو حتى عربية مجاورة!

وبمناسبة ذكر هذا الشارع (سهل عكا) كنت أتوقع أنه اسم لشخص على غرار سهل هارون وغيره، ولكن الإنترنت أنقذني من هذا الحرج، وإذا بالمقصود ذلك السهل الذي تقع عليه مدينة عكا الفلسطينية والتي يزيد سكانها اليهود عن 48% فيما تصل نسبة السكان العرب إلى 27% (وفقاً لموسوعة ويكيبيديا) ولعل لهذه النسبة علاقة مباشرة - فيما أظن - بتسمية الشارع بسهل عكا، دون المدينة نفسها، أي لماذا لم يسمونه من البداية شارع عكا؟!

والحقيقة إنني لا أعترض على التسمية ذاتها فتقديرنا لا حدود له لمدينة البنادق والمدافع، والتي أخضعت نابليون تحت أسوارها الشامخة، وهي التي صمدت أمام الاحتلال في العام 1948 وتاريخها حافل بالكفاح والعطاء، ولكن ليس هنا موضعه ولا في تسمية الشارع نوفيها قدرها، وأنا - بطبيعة الحال - أعلم أن إدارة التسمية والترقيم في أمانة الرياض تعتمد في تسمية الشوارع والميادين على أسماء الصحابة أولاً ثم الخلفاء وأمهات المؤمنين والتابعين، وقادة العرب والمسلمين خلال التاريخ الإسلامي والملوك والأمراء المشهورين من الأسرة المالكة، وعلى أسماء الأئمة والفقهاء والمحدثين، وأيضاً على أسماء أشهر المعارك الإسلامية، والعلماء والشعراء والأدباء منذ العصر الجاهلي، وعلى أسماء قادة دول مجلس التعاون، والمدن والقرى السعودية والعربية والإسلامية، إضافة إلى الأودية والأنهار والجبال في المملكة والبلاد العربية والإسلامية.

وقد يبدو الأمر مقبولاً بكل هذا في أسماء الأحياء والشوارع الرئيسة، ولكن في الشوارع الفرعية والمنافذ لابد من ترقيم الشوارع والمنازل أسوة بمعظم دول العالم. ولا مانع - وهذا اقتراح للأمانة - أن تبقي الأمانة الأسماء القديمة مع الترقيم، فترقيم الشوارع بات ضرورة ملحة لمدينة يزيد عدد سكانها على 5 ملايين نسمة، لا يصل الزائر إليهم إلا بعد الاستعانة بصديق!

ألا تتفقون معي أن تسمية الشوارع يجب أن تكون دليلاً واضحاً، لا أن تكون درساً في التاريخ؟!

» خذ فنجان بقلم الأستاذ منيف خضير
» عمل فردي أم مؤسساتي؟ بقلم الأستاذ منيف خضير
» الحملات المرورية بقلم الأستاذ منيف خضير
» من الضحية نحن أم الخروف؟ بقلم الأستاذ منيف خضير
» خداع (المِلْكة)! بقلم الأستاذ منيف خضير